الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة حينما يتحوّل ركح مهرجان قرطاج العريق الى ركح تُنطق فيه "الكلمة الإباحية"!

نشر في  17 جويلية 2023  (16:25)

 

بقلم.. المنصف بن مراد

في سهرة فنية بعنوان "ليلة الضحك بقرطاج"، عاش الجمهور التونسي الذي توافد على ركح المهرجان الأثري بقرطاج مساء الأحد 16 جويلية خلال فعاليات الدورة السابعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي عاش ليلة لم يكن لها علاقة لا بالضحك ولا بالفكاهة ولا بالفن والثقافة اجتمع فيها  'نضال السعدي ' من تونس و'بودير' من المغرب والكوميدية الفرنسية 'لوري بيرات' والكوميدي الفرنسي 'سايدو آباتشا' و' طارق' و'عز الدين بنجلالي' والمعروف باسم ''آزاد''.

في تلك "الليلة" حطّم أحد المدعوّين على الركح كل جدران الفنّ والأخلاق ليعمد إلى بثّ عبارات لا أخلاقية نابية دون أيّ احترام للجمهور (من بينهم عائلات وأطفال) الذي واكب ليلة ظنّ أنه سينزع فيها مؤثّثوها رداءات الرداءة لكنّه فوجئ بتلويث سمعي تمّ فيه تكرار لثلاثين مرة لكلمة نابية تستعمل بالدارجة التونسية في فضيحة حقيقية صادمة.

إنّ المدعوّ ''Az'' لم يكن بإمكانه أن يفعل ذلك في فقرته البذيئة المقزّزة في بلد يحترم نفسه ومع وزير للثقافة وإدارة مهرجان جدير بهذا الاسم العريق.

وبناء على ما وقع ليلة البارحة، ولغياب أي رؤية ثقافية وسياsة ثقافية حقيقية يجب على كل القائمين على هذا المهرجان الاستقالة بعد الفضيحة التي وقعت، وعلى إثر المحاولات المتتالية لتحويل هذا المهرجان العريق من مهرجان يعتلي ركحه عمالقة الفن إلى مهرجان "ربوخ وابتذال ومسخرة" والاتجاه به نحو مهرجان تجاري بحت لا علاقة له بالثقافة.

مع العلم أنّه تم يوم السبت 15 جويلية اي قبل عرض "المسخرة" بيوم، القيام بـ"بروفة" لهذا العرض وبالتالي لا يمكن لأحد أن يدعي الجهل وأن يتفصّى من المسؤولية.

أنا لست "والد الحياء والحشمة"، لكن من غير المقبول بالمرة أن أرى مثل تلك الشخصية المنذرة بالشرّ، يُدفع لها بالعملة الأجنبية حتّى تنطق مثل هذه الكلمة أمام العائلات والأطفال ... رغم ضحكات "البعض".

وفي حطام هذه السفينة، لم ينسحب من هذه اللعبة القذرة سوى نضال السعدي من تونس وبودير من المغرب.

ولمواجهة هذا الانحراف غير المقبول، يجب على الوزيرة ومدير المهرجان الاستقالة على الفور، وإلا فإن الأمر متروك للسلطة التنفيذية للفصل فيه لأن وزارة الثقافة لا تقل أهمية عن الوزارات الاستراتيجية.